= وأما البيهقي فقال: تفرد به كوثر بن حكيم، وهو ضعيف.
وأخرجه الحارث كما في بغية الباحث (٣/ ٨٨٥)، عن عبد المنعم بن إدريس، عن كوثر بن حكيم، عن نافع، به، بنحوه وزاد في آخره:"وَلَا يُقْسَمُ فَيْئَهُمْ" هَذَا حُكْمُ اللَّهِ فِيمَنْ بَغَى مِنْ هَذِهِ الأُمة وَهُمْ عِنْدَنَا الْخَوَارِجُ. (انظر: الحديث القادم برقم ٤٣٩٦).
وجملة القول إن الحديث بهذا الإِسناد روي من وجهين، فقد روي مرة من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وروى أخرى من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ومدار هذين الوجهين على كوثر بن حكيم وهو متروك، وعليه فإن الحديث ضعيف جدًا من كلا الوجهين.
وللحديث شواهد متعددة من آثار الصحابة رضي الله عنهم، فقد روي من حديث علي، وأبي أُمامة، وعمار رضي الله عنهم، موقوفًا عليهم:
أولًا- حديث علي رضي الله عنه: فقد روي عنه هذا الأثر من عدة طرق وهي:
١ - رواه عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وحفص بن غياث، كلاهما عن جعفر بن محمَّد، عن أبيه، أنه سمعه يقول: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لا يذفف على جريح، ولا يقتل أسير، ولا يتبع مدبر، وكان لا يأخذ مالًا لمقتول يقول: من اعترف شيئًا فليأخذه.
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (١٠/ ١٢٣)، عن ابن جريج، وابن أبي شيبة في المصنف (١٥/ ٢٨٠)، عن حفص بن غياث، كلاهما عن جعفر بن محمَّد، به.
قلت: هذا إسناد صحيح، رواته ثقات، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وإن كان موصوفًا بالتدليس، لكنه لا يضر، لأنه صرح بالإِخبار في إسناد عبد الرزاق، وتابعه عليه حفص ابن غياث.
٢ - رواه ابن أبي شيبة في المصنف (١٥/ ٢٦٣)، عن يحيى بن آدم، عن شريك، عن السدي، عن عبد خير، عن علي رضي الله عنه أنه قال يوم الجمل: =