للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٤٣٥ - [١] وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدَّثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا إسماعيل بن مسلم، حدَّثني أبو كثير (١)، قال: كُنْتُ مَعَ سَيِّدِي يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالب رضي الله عنه حِينَ قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ، فَكَأَنَّ النَّاسَ قَدْ وجدوا في أنفسهم من قتله. فقال علي رضي الله عنه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حدَّثني: "أَنَّ نَاسًا يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ أَبَدًا، ألَا وَإِنَّ آيَةَ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلًا أَسْوَدَ مُخْدَجَ الْيَدِ (٢)، إِحْدَى يَدَيْهِ كَثَدْيِ امْرَأَةٍ، لَهَا حَلَمَةٌ كَحَلَمَةِ الْمَرْأَةِ" قَالَ: وَأَحْسِبُ قَالَ: "حَوْلَهَا سَبْعُ هُلْبَاتٍ" فَالْتَمِسُوهُ، فَإِنِّي لَا أُرَاهُ إلَّا مِنْهُمْ، فَوَجَدُوهُ عَلَى شَفِيرِ النَّهَرِ، تَحْتَ الْقَتْلَى، فَقَالَ: صَدَقَ الله ورسوله، وإن عليا رضي الله عنه لمتقلدًا قوسًا له عربية، يطعن بها في مخرجه قَالَ: فَفَرِحَ النَّاسُ حِينَ رَأَوْهُ، وَاسْتَبْشَرُوا، وَذَهَبَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَجِدُونَهُ.

[٢] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، حدَّثني أَبُو كَثِيرٍ مَوْلَى الأنصار، قال: كنت مع سيدي علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فذكره.


(١) في الأصل: "أبو بكر"، وكذا في فتح الباري (١٢/ ٣٠٨)، قال: "والحميدي وابن أبي عمر في مسنديهما من طريق أبي بكر مولى الأنصار عن علي"، وهو تحريف من النساخ، والصواب: "أبو كثير مولى الأنصار"، ذكره البخاري في التاريخ الكبير (٩/ ٦٤)، وقال: "أبوكثير الأنصاري سمع عليًا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ليأتي قوم يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرمية، وقال الجعفي عبد الله بن محمَّد عن عمرو حدَّثني إسماعيل بن مسلم العبدي عن أبي كثير".
(٢) في الأصل: "مجزع اليد"، والصواب فيما أراه: "مخدج اليد". انظر: حديث رقم (٤٤٣٤)، ومسند أحمد (١/ ٨٨)، والمطالب العالية (٤/ ٣١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>