للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

= فتبين من هذا ضعف حديث أبي هريرة رضي الله عنه بهذا اللفظ المذكور آنفًا، عدا قوله: (إن الله لم يبعث نبيًا، ولا خليفة ... الحديث). فإن له طرقًا أخرى، وليس هذا موضع بسطها. وسبب ضعفه أمران:

الأول: عنعنة عبد الملك بن عمير، فإنه مدلس لا يقبل من حديثه إلا ما صرح فيه بالسماع، وكذلك ساء حفظه بآخره، وليس أبو معاوية شيبان بن عبد الرحمن من كبار أصحابه.

الثاني: الاختلاف في وصله وإرساله، فقد رواه أبو عوانة عن عبد الملك، به، مرسلًا -كما عند الترمذي-، ورواه عمر بن أبي سلمة عن أبيه، مرسلًا أيضًا -كما عند الطحاوي-.

إلا أنه بشواهده حسن لغيره، وقد صححه -كما مر- الترمذي رحمه الله تعالى، وأيضًا صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (٢/ ٢٧٨: ١٩٣١)، وقد عرفت ما فيه، فتأمل.

٢ - وعن أبي أمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- أقبل من خيبر ومعه غلامان، فقال علي رضي الله عنه: يا رسول الله أخدمنا. فقال: "خُذ أيهما شئت"، فقال: خِرْ لي. قال "خُذ هذا ولا تضربه، فإني قد رأيته يصلي مقبلنا من خيبر، وإني قد نهيت عن ضرب أهل الصلاة". وأعطى أبا ذر الغلام الآخر، فقال: "استوص به خيرًا"، ثم قال: "يا أبا ذر، ما فعل الغلام الذي أعطيناك؟ "، قال: (أمرتني أن أستوصي به خيرًا فأعتقته).

رواه أحمد (٥/ ٢٥٠)، [وتصحفت هنا (أبو غالب) إلى (أبو طالب)] و (٥/ ٢٥٨)، واللفظ له، والبخاري في الأدب المفرد (ص ٥٢: ١٦٣)، والطبراني في الكبير (٨/ ٣٣٠، ٣٤٤: ٨٠٥٧، ٨١٠٠)، من طريق أبي غالب، به.

قال الهيثمي (المجمع ٤/ ٢٣٨): ومدار الحديث على أبي غالب، وهو ثقة، وقد ضعف. اهـ.=

<<  <  ج: ص:  >  >>