والحديث روى عن الحسن رضي الله عنه من طرق أخرى متعددة ومنها: الطريق الأولى:
١ - رواه وكيع عن إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حبشي، عن الحسن رضي الله عنه، أخرجه الإِمام أحمد في مسنده (١/ ١٩٩)، وفي الفضائل (٢/ ٥٩٥: ١٥١٣)، وابن أبي شيبة في مصنفه (١٢/ ٧٥)، عن وكيع، به.
ولفظ أحمد: (عن عمرو بن حبشي قال: خطبنا الحسن بن علي رضي الله عنه بعد قتل علي رضي الله عنه فقال: "لقد فارقكم رجل أمس ما سبقه الأولون بعلم، ولا أدركه الآخرون، إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليبعثه، ويعطيه الراية، فلا ينصرف حتى يفتح له، ما ترك من صفراء ولا بيضاء، إلَّا سبعمائة درهم من عطائه كان يرصدها لخادم لأهله.
قلت: إسناده ضعيف، فيه عمرو بن حبشي، ذكره البخاري في التاريخ الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبّان في الثقات، ولهذا قال عنه الحافظ في التقريب: "مقبول".
انظر في ترجمته: التاريخ (٦/ ٣٢٢)، الجرح والتعديل (٦/ ٢٢٦)، الثقات (٥/ ١٧٣)، التقريب (ص ٤٢٠: ٥٠٠٦).
الطريق الثانية: رواه إسماعيل بن أبي خالد، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، به، بنحوه.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (١٢/ ٧٣ - ٧٤) ومن طريقه ابن حبّان كما في الإِحسان (١٥/ ٣٨٣: ٦٩٣٦)، وأخرجه ابن سعد في الطبقات (٣/ ٣٨)، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي خالد به.
قلت: هذا إسناده حسن، رواته ثقات ما عدا هبيرة بن يريم، قال أحمد: لا بأس به، وقال النسائي: أرجو أن لا يكون به بأس، وقال أبو حاتم: مجهول. وقال =