= أثناء خلافة بني العباس مثل أيام المنصور وأولاده، والرشيد وأولاده، في بلاد الروم والترك والهند.
وفتح محمود بن سبكتكين وولده في أيام ملكهم بلادًا كثيرة من بلاد الهند.
ولما دخل طائفة ممن هرب من بني أُمية إلى بلاد المغرب وتملكوها، أقاموا سوق الجهاد في الفرنج بها، ثم لما بطل الجهاد من هذه المواضع رجع العدو إليها، فأخذو منها بلادًا كثيرة وضعف الإِسلام فيها". اهـ.
قلت: ولا شك أن هذه الأعمال الجليلة التي قام بها بنو أُمية كان لها الأثر الكبير في نشر الإِسلام وفتح البلاد الكافرة، ومن هنا تضايق أعداء الإِسلام وحالوا الطعن في من كان هدفه نشر الإِسلام، ومنهم بنو أُمية، فمثل هذه الأحاديث انتقدها بعض من سبق من الأئمة مثل الذهبي وابن القيم، وغيرهما، وها هو البخاري رحمه الله يخرج حديث عائشة المذكور في صحيحه (٨/ ٤٣٩) بدون ذكر اللعن، وها هو الإِمام أحمد رحمه الله تعالى يخرج حديث عبد الله بن الزبير فلا يفصح باسم الحكم وإنما قال: "فلان".
وعلى كل فالحديث بمجموع طرقه وشواهده حسن لغيره، وقد أشار الحافظ ابن حجر إلى أن بعض طرقه جيد، ولذلك يجاب عن الحديث بأنه محمول على قوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث آخر: "اللهم إني أتخذ عندك عهدًا لن تخلفنيه فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ فأي المؤمنين آذيتُه، شتمتُه، لعنتُه، جلدتُه، فاجعلها له صلاة، وزكاة، وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة".
أخرجه البخاري في صحيحه (١١/ ١٧٥) كتاب الدعوات، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- "من آذيته فاجعله له زكاة ورحمة" وأخرجه مسلم (٤/ ٢٠٠٧ - ٢٠٠٩: ٨٩، ٩٠، ٩١، ٩٢، ٩٣). في البر والصلة باب من لعنه النبي -صلى الله عليه وسلم- أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك، كلاهما مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (واللفظ لمسلم).
وإليه أشار الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في كتابه: تثبيت الإِمام وترتيب الخلافة =