= وعبد القدوس، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ راشد بن سعد، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:"إذا بلغت بنو أُمية أربعين، اتخذوا عباد الله خولا، ومال الله نحلا، وكتاب الله دغلا". ومن طريقه أخرجه الحاكم في المستدرك (٤/ ٤٧٩)، به، بلفظه.
وقال:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" وتعقبه الذهبي بأنه "على ضعف ابن أبي مريم منقطع".
قلت: أما الانقطاع فيقصد به بين راشد بن سعد وأبي ذر، بين وفاتيهما نحوا من ثلاثين عامًا، كما يتضح من ترجمتهما في التهذيب (٣/ ١٩٥، ١٢/ ٩٨) وقد نص الحافظ ابن كثير على هذا الانقطاع، فقال في البداية والنهاية (٦/ ٢٤٧): "وهذا منقطع بين راشد ابن سعد وأبي ذر".
وأما أبو بكر بن أبي مريم فهو ضعيف، وكان قد سرق بيته فاختلط، كما في التقريب (ص ٦٢٣)، وعليه فإن الحديث ضعيف بهذا الإِسناد.
الطريق الثانية: أخرجه الحاكم (٤/ ٤٧٩) من طريق شريك، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن حلام بن جذل الغفاري، عن أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ:"إِذَا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلًا، اتخذوا مال الله دولا، وعباد الله خولا، ودين الله دغلا، قال حلام: فأنكر ذلك على أبي ذر، فشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ عَلَى ذي لهجة أصدق من أبي ذر"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلت: فيه شريك بن عبد الله، وهو صدوق يخطئ كثيرًا، والراوي عن أبي ذر هو حلام الغفاري مجهول، قال ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (ص ١٥٩) من مسند علي بن أبي طالب: "إن حلاما الغفاري عندهم مجهول، غير معروف في نقله الآثار، ولا يجوز الاحتجاج بمجهول في الدين". =