= الوهم فيه من بعض الرواة، ويؤيده ما في رواية أحمد من أنه كان بريدة لا يفارقه بعيران أو ثلاثة، ومتاع السفر، والأسقية بعد ذلك للهرب مما سمع من النبي -صلى الله عليه وسلم- من البلاء من أمر الترك، ويؤيده أيضًا أنه وقع الشك لبعض رواة أبي داود، ولذا قال في آخر الحديث: أو كما قال، ويؤيده أيضًا أنه وقعت الحوادث على نحو ما ورد في رواية أحمد". اهـ.
انظر:(عون المعبود ٦/ ١٧٩ - ١٨٠).
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي.
وقال الهيثمي في المجمع (٧/ ٣١١): "رواه أبو داود مختصرًا، رواه أحمد والبزار باختصار، ورجاله رجال الصحيح".
قلت: فيه بشير بن المهاجر الكوفي الغنوي، وهو صدوق، وقال فيه الإِمام الذهبي: "ثقة فيه شيء". وعليه فإن الإِسناد حسن لذاته، والله تعالى أعلم.
٢ - حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: موقوفًا عليه، وله عنه ثلاث طرق:
الطريق الأولى: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (١٥/ ١٧٥)، عن جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ شداد بن معقل، قال: قال عبد الله بن مسعود: "يوشك أن لا تأخذوا من الكوفة نقدًا ولا درهمًا، قلت: وكيف يا عبد الله بن مسعود!! قال: "يجيء قوم كأن وجوههم المجان المطرقة، حتى يربطوا خيولهم على السواد فيجلوكم إلى منابت الشيح، حتى يكون البعير والزاد أحب إلى أحدكم من قصوركم هذه".
قلت: فيه شداد بن معقل وهو صدوق، كما في التقريب (ص ٢٦٤: ٢٧٥٨)، وبقية رواته ثقات، وعليه فإنه حسن لذاته.
الطريق الثانية: رواه ابن أبي شيبة في المصنف (١٥/ ١٨٦)، عن غندر، عن شعبة، عن الحكم بن عتيبة قال: سمعت أبا صادق، يحدَّث عن ربيعة بن ناجذ عن ابن مسعود قال: "يأتيكم من قبل المشرق عراض الوجوه، صغار العيون، كأنما ثقب =