للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

= سيخرجون، حتى ينتهوا إلى الفرات، فيشرب منهم أولهم، ويجيء آخرهم فيقولون: قد كان ها هنا ماء".

قلت: فيه بقية بن الوليد الحمصي، وهو صدوق، ومدلس، من أصحاب المرتبة الرابعة، وقد عنعن، وعليه فإن حديثه ضعيف وفيه أم عبد الله لم أقف لها على ترجمة.

وللحديث شواهد من حديث بريدة بن الحصيب، وابن مسعود، وحذيفة رضي الله عنهم:

١ - حديث بريدة بن الحصيب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- فسمعت النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ أمتي يسوقها قوم، عراض الأوجه صغار الأعين، كأن وجوههم الحجف، ثلاث مرار، حتى يلحقوهم بجزيرة العرب، أما السابقة الأولى فينجو من هرب منهم، وأما الثانية فيهلك بعض وينجو بعض، وأما الثالثة فيصطلمون كلهم من بقي منهم" قالوا: يا نبي الله من هم؟ قال: "هم الترك" قال: "أما والذي نفسي بيده ليربطن خيولهم إلى سواري مساجد المسلمين" قال: وكان بريدة لا يفارقه بعيران أو ثلاثة ومتاع السفر، والأسقية، بعد ذلك للهرب مما سمع من النبي -صلى الله عليه وسلم- من أمراء الترك".

أخرجه أحمد في المسند (٥/ ٣٤٨ - ٣٤٩) ونعيم بن حماد في الفتن (٢/ ٦٧٨) وأبو داود في السنن (٤/ ٤٨٧: ٤٣٠٥)، والحاكم (٤/ ٤٧٤). كلهم من طريق بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بريدة، عن أبيه، به.

وهذا لفظ أحمد، وألفاظ غيره، بنحوه، إلَّا أن رواية أبي داود تختلف عن رواية الإِمام أحمد، فإن ظاهر رواية أبي داود تدل على أن المسلمين هم اللذين يسوقون الترك ثلاث مرات حتى يلحقوهم بجزيرة العرب ففيها (تسوقونهم ثلاث مرات حتى تلحقوهم بجزيرة العرب). وقد رجح صاحب عون المعبود رواية أحمد حيث قال: "وعندي أن الصواب هي رواية أحمد، وأما رواية أبي داود فالظاهر أنه قد وقع =

<<  <  ج: ص:  >  >>