للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

= قلت: هذا إسناد حسن، رواته ثقات، ما عدا محاضر بن مشروع الهمداني، قال عنه الحافظ في التقريب (ص ٥٢١): "صدوق له أوهام"، ولهذا قال الحافظ في آخر الحديث: "والأول أصح من إرساله".

قلت: يتبين مما تقدم أن الوجه الأول هو الراجح، لأنه رواه عبد الله بن داود وهو ثقة، وخالفه محاضر بن مورع الهمداني وهو صدوق له أوهام، إلَّا أن الوجه الأول مرسل كما تقدم، وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.

وله طريق آخر عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهما قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- في

الناس فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجال فقال: "إني لأنذركموه، وما من نبي إلَّا أنذر قومه، لقد أنذر نوح قومه، ولكني أقول لكن قولًا لم يقله نبي لقومه، تعلمون أنه أعور وإن الله ليس بأعور".

أخرجه البخاري كما في الفتح (٦/ ٤٢٧: ٣٣٣٧) و (٦/ ١٩٩: ٣٠٥٧)، ومسلم في صحيحه (٤/ ٢٢٤٥: ٢٩٣١).

وقوله: "مكتوب بين عينه كافر، يقرؤها كل مؤمن"، يشهد له حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الدجال ممسوح العين، مكتوب بين عينيه كافر، ثم تهجاها (ك ف ر)، يقرؤه كل مسلم".

أخرجه البخاري كما في الفتح (١٣/ ٩٧: ٧١٣١)، كتاب الفتن، باب ذكر الدجال، ومسلم في صحيحه (٤/ ٢٢٤٨: ٢٩٣٣)، في الفتن، باب: ذكر الدجال وصفة ما معه (وهذا لفظ مسلم).

وجملة القول أن حديث الباب ضعيف بإسناد مسدّد، إلَّا أنه صحيح لغيره مما تقدم.

فقوله: (أحذركم الدجال ... " إلى قوله: (إنه أعور)، يشهد له حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وقد تقدم تخريجه.

وقوله: (مكتوب بين عينيه كافر) يشهد له حديث أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>