= نص على ذلك أحمد، وغيره، ولم أجد من تابعه في رواية هذا الحديث عن عطاء، ولا من تابع عطاء في روايته عن محارب بن دثار.
قال ابن الصلاح في المقدمة (ص ١٩٥): والحكم فيهم -يعني المختلطين- أنه يقبل حديث من أخذ عنهم قبل الاختلاط، ولا يقبل حديث من أخذ عنهم بعد الاختلاط، أو أشكل أمره فلم يُدْر هل أخذ عنه قبل الاختلاط أو بعد. اهـ.
لذا فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.
ولهذا الحديث شواهد يرتقي بها إلى الحسن لغيره، منها:
١ - عن أبي هريرة رضي الله عنه! أن رسول لله -صلى الله عليه وسلم- قال:" أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها".
رواه مسلم (١/ ٤٦٤: ٦٧١)؛ وابن خزيمة (٢/ ٢٦٩: ١٢٩٣)؛ وابن حبان (٣/ ٦٤: ١٥٩٨) والبيهقي (٣/ ٦٥).
٢ - وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه: (أن رجلًا قال: يا رسول الله أي البلدان أحب إلى الله؟ وأي البلدان أبغض إلى الله؟ قال:" لا أدري حتى أسأل جبريل -صلى الله عليه وسلم- " فأتاه فأخبره، أن أحب البقاع إلى الله المساجد، وأبغض البقاع إلى الله الأسواق).
رواه البزار- كما في كشف الأستار (٢/ ٨١: ١٢٥٢) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عقيل، عن محمد بن جبير بن مطعم، به.
قال البزار: لا نعلمه عن جبير إلَّا بهذا الإسناد. اهـ.
وقال الهيثمي (المجمع ٢/ ٦) وفيه عبد الله بن محمد بن عَقِيل، وهو مختلف في الاحتجاج به. اهـ.
وقال الحافظ في التقريب (ص ٣٢١): (صدوق في حديثه لين). اهـ.
قلت: فالحديث ضعيف إذ لم يتابعه عليه أحد فيما قال البزار، لكن المتن صحيح بما قبله، وقد حسنه الحافظ، في موافقة الخبر الخبر (ص ٥: ٢).=