= لم ينص أحد أنه سمع عنه قبل اختلاطه، ولم يصرّح أبو إسحاق فيه بالسماع بينه وبين وهب بن جابر الخيواني، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ٦)، وقال:"رواه الطبراني في الكبير والأوسط، ورجاله ثقات".
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره (٥/ ١٩٦): "هذا حديث غريب بل منكر ضعيف".
وقال في "النهاية في الفتن والملاحم"(ص ١٠٣)، وهذا حديث غريب، وقد يكون من كلام عبد الله بن عمرو، والله أعلم.
ويؤيده ما تقدم من الوجه الأول، وقد رواه جماعة ثقات، ومنهم القدماء الذين رووا عنه قبل اختلاطه.
الوجه الثالث: رواه معمر، عن أبي إسحاق السبيعي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه موقوفًا عليه، أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (١٧/ ٨٩)، من طريق معمر، به.
الوجه الرابع: رواه زيد بن أبي أنيسة عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:" إن يأجوج ومأجوج أقل ما يترك أحدهم لصلبه ألفا من الذرية، وإن من ورائهم أممًا ثلاثة: منسك وتأويل، وتاريس، لا يعلم عددهم إلَّا الله".
أخرجه ابن حبّان كما في الإِحسان (١٥/ ٢٤٠: ٦٨٢٨)، من طريق زيد بن أبي أنيسة عنه، به.
ويتبين من دراسة هذه الأوجه أن الوجه الأول منها هو الراجح، وذلك لأسباب تالية:
١ - إن الوجه الأول يرويه جماعة ثقات، ومنهم القدماء الذين رووا عن أبي إسحاق قبل اختلاطه، مثل شعبة وشفيان الثوري، بخلاف الأوجه الأخرى فقد تفرّد في كل وجه منها راوٍ واحد، ولم ينص على أن هؤلاء رووا عن أبي إسحاق قبل اختلاطه. =