= ٢ - إن أبا إسحاق مدلس من المرتبة الثالثة، وقد جاء التصريح بالسماع بينه وبين وهب بن جابر في الوجه الأول كما تقدم في رواية شعبة عنه، بخلاف الأوجه الأخرى فإنه رواها عن وهب بن جابر بالعنعنة، وعليه فإن الوجه الأول صحيح، والأوجه الأخرى ضعيفة.
فالخلاصة: أن حديث الباب صحيح موقوفًا على عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وله حكم الرفع؛ لأنه من الأمور الغيبية التي لا يقال فيها بالرأي، والله أعلم.
ولقوله:(إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم) شاهد من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يوم القيامة: يا آدم! يقول:
لبيك وسعديك، والخير في يديك، فيقول: اخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فعنده يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد، قالوا: وأينا ذلك الواحد؟ قال: ابشروا، فإن منكم رجلًا ومن يأجوج ومأجوج ألف، ثم قال: والذي نفسي بيده إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، ... الحديث.
أخرجه البخاري في صحيحه كما في الفتح (٦/ ٤٤٠: ٣٣٤٨)، كتاب الأنبياء، باب قصة يأجوج ومأجوج.