= قلت: هذا الإِسناد صحيح، رواته ثقات، واندفعت علة الإِنقطاع لأن أبا عبيدة رواه عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه.
فالخلاصة أن الحديث بالطريق الأول وبهذا الوجه صحيح، رواته ثقات.
وذكره الهيثمي في المجمع (١٠/ ٣٤١ - ٣٤٣)، بلفظ الطبراني مطولًا، وقال:"رواه كله الطبراني من طرق. ورجال أحدهما رجال الصحيح، غير أبي خالد الدالاني وهو ثقة".
وأصل الحديث في آخر الناس خروجًا من النار في صحيح مسلم من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
فقد أخرجه مسلم في صحيحه (١/ ١٧٣ أو ١٧٤ - ١٧٥: ٣٠٨ و ٣٠٩ و ٣١٠)، في الإيمان، باب آخر أهل النار خروجًا من طرق عن ابن مَسْعُودٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال:"آخر من يدخل الجنة رجل، فهو يمشي مرة، ويكبو مرة، وتسفعه النار مرة، فإذا ما جاوزها التفت إليها فقال: تبارك الذي نجّاني منك، لقد أعطاني الله شيئًا ما أعطاه أحدًا من الأولين والآخرين، فترفع له شجرة، فيقول: أي رب، ادنني من هذه الشجرة. فلأستظل بظلها، وأشرب من مائها، فيقول الله عزَّ وجلَّ: "يا ابن آدم! لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها، فيقول: لا يا رب! ويعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه. فيدنيه منها، فيستظل بظلها ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى. فيقول: أي رب! ادنني من هذه، لأشرب من مائها، وأستظل بظلها, لا أسألك غيرها. فيقول: يا ابن آدم! ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها، فيعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها. ويشرب من مائها، ثم ترفع شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين، فيقول: يا رب! ادنني من هذه لأستظل بظلها، وأشرب من مائها, لا أسألك غيرها؟ فيقول: يا ابن آدم! ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ قال: بلى يارب، هذه لا أسألك غيرها، وربه =