= يعذره؛ لأنه يرى ما لا صبر له عليها. فيدنيه منها، فإذا أدناه منها، فيسمع أصوات أهل الجنة، فيقول: أي رب، ادخلنيها، فيقول: يا ابن آدم! ما يصريني منك؟ أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها؟ قال: يا رب! أتستهزىء مني وأنت رب العالمين؟ فضحك ابن مسعود فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ فقالوا: مم تضحك؟ قال: هكذا ضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: مم تضحك يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال:"من ضحك رب العالمين حيث قال: أتستهزىء مني وأنت رب العالمين؟ فيقول: "إني لا أستهزىء منك، ولكني على ما أشاء قادر". ويشهد للنصف الأول من الحديث حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قلنا يا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-! هَلْ نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: "هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوًا؟ قلنا: لا. قال: فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذٍ إلَّا كما تضارون في رؤيتهما، ثم قال: ينادي مناد: ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون، فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم وأصحاب الأوثان مع أوثانهم وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم، حتى يبقى من كان يجد الله من بر أو فاجر، وغبرات من أهل الكتاب ... الحديث.
وفي آخره:"ثم يؤتى بالجسر، فيجعل بين ظهراني جهنم" فقلنا: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-! وما الجسر؟ قال: مدحضة مزلة، عليه خطاطيف وكلاليب، وحسكة مفلطحة، لها شوكة، عقيفاء، تكون بنجد يقال لها: السعدان، المؤمن عليها كالطرف. وكالبرق، وكالريح، وكأجاويد الخيل، والركاب. فناج مسلّم، وناج مخدوش، ومكدوس في نار جهنم ... الحديث.
أخرجه البخاري كما في الفتح (١٣/ ٤٣٠: ٧٤٣٩)، كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢)}، والآجري في الشريعة (ص ٢٦٠ - ٢٦١)، وابن مندة في الإيمان (٨١٧)، وابن حبّان كما في الإِحسان (١٦/ ٣٧٧ - ٣٨٠: ٧٣٧٧)، والبيهقي في الأسماء والصفات (ص ٣٤٤ - ٣٤٥)، من طرق، عن الليث، عن =