قلت؟ هذا إسناد صحيح، رواته ثقات، وعطاء بن السائب اختلط بآخرة، وممن روى عنه سفيان الثوري وهو ممن سمع منه قبل اختلاطه، وعليه فإن الحديث بهذا الإِسناد صحيح لذاته، وهو متابعة قوية لحديث الباب ما عدا الجزء الأول منه.
وقد أخرجه أبو داود في السنن (١١٩٤)، من طريق حماد، والحاكم في المستدرك (١/ ٣٢٩)، من طريق الثوري كلاهما عن عطاء بن السائب، به مختصرًا (مما يتعلق بالكسوف) وأشارا في آخره إلى بقية الحديث بقولهما: (ثم ساق الحديث).
وللحديث شواهد أخرى صحيحة في الصحيحين غيرهما، وهي كالآتي: أما الجزء الأول: وهو قوله: (دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء ... إلى النساء) دون كلمة (الأغنياء) يشهد له حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:"اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء".
أخرجه البخاري في صحيحه كما في الفتح (١١/ ٤٢٣: ٦٥٤٦)، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، وأخرجه أيضًا (٥١٩٨)، في النكاح، باب كفران العشير، (٣٢٤١)، في بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، و (٦٤٤٩)، في الرقاق، باب فضل الفقر، وأخرجه الإِمام أحمد (٤/ ٤٢٩)، والترمذي (٢٦٠٣)، في صفة جهنم، باب ما جاء في أكثر أهل النار النساء، والطبراني (١٨/ ٢٧٨: ٢٧٩)، كلهم من طرق عن عوف، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، به، وهذا لفظ البخاري.
وأما قوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث:(ورأيت فيها ثلاثة يعذبون ...) إلى آخر الحديث.
١ - يشهد له حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ =