= يقول: قام أعرابي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أفيها عنب -يعني الجنة- يا رسول الله؟ قال: نعم، قال: فما عظم العنقود فيها؟ قال: مسيرة شهر للغراب الأبقع لا ينثني ولا يفتر، قال فما عظم الحبة منها؟ قال: هل ذبح أبوك تيسًا من غنمه عظيمًا؟ قال: نعم، قال: فسلخ إهابه فأعطاه أمك، وقال: ادبغي لنا هذا، ثم افري لنا منه دلوًا نروي به ماشيتنا؟ قال: نعم، قال: فإن ذلك كذلك، قال: فإن تلك الحبة تشبعني وأهل بيتي؟ قال: نعم وعامة عشيرتك.
أخرجه الإِمام أحمد (٤/ ١٨٣ - ١٩٤)، وابن حبّان كما في الإحسان (١٦/ ٤٣٢: ٧٤١٦)، والطبري في تفسيره (١٣/ ١٤٩)، وابن عبد البر في التمهيد، (٣/ ٣٢٠، ٣٢١)، والطبراني في الكبير (١٧/ ١٢٧)، والبيهقي في البعث والنشور (ص ٢٧٤)، وأبو نعيم في صفة الجنة (ص ٣٤٦)، كلهم من طريق عامر بن زيد البكالي أنه سمع عقبة بن عبد السلمي به في آخر الحديث الطويل.
وذكره الهيثمي في المجمع (١٠/ ٤١٤) وقال: "وفيه عامر بن زيد البكالي وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات".
قلت: قد ذكر الحافظ في التعجيل (ص ٥٠٣) عامر هذا -ووقع في النسخة عاصم! - فقال:"بل هو معروف، ذكره البخاري فقال: سمع عتبة بن عبد، روى عنه أبو سلام حديثه في الشاميين، ولم يذكر فيه جرحًا وتبعه ابن أبي حاتم وأخرج ابن حبّان في صحيحه من طريق أبي سلام عنه أحاديث صَرَح فيها بالتحديث، ومقتضاه أنه عنده ثقة، ولم أر له ذكرًا في النسخة التي عندي من الثقات له، فما أدري هل أغفله أو سقط من نسختي ولا ترجم له ابن عساكر في تاريخ دمشق".
قلت: بل سقط من نسخة الحافظ، فقد رأيته في النسخة المطبوعة منه (٥/ ١٩١)، وإنما نقلت كلام الحافظ بتمامه، لأنه قد يستفاد منه أنه يرى سكوت ابن أبي حاتم والبخاري عن الشخص نوعًا من التوثيق له. =