= هذا لفظ الترمذي، وقوله:(والشيخ يسمع) جاء من طريقين غير طريق الترمذي، عند الدارمي وعند الطبراني بإسنادين صالحين، وليس هو عند الباقين.
قال الترمذي: وحديث وابصة حديث حسن ... وفي حديث حصين ما يدل على أن هلالًا قد أدرك وابصة. قال: واختلف أهل الحديث في هذا: فقال بعضهم: حديث عمرو بن مرة، عن هلال بن يساف، عن عمرو بن راشد، عن وابصة بن معيد: أصح. وقال بعضهم: حديث حصين، عن هلال بن يساف، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة بن معبد: أصح. قال: وهذا عندي أصح من حديث عمرو بن مرة؛ لأنه قد روي من غير حديث هلال بن يساف عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة. اهـ. كلام الترمذي.
وقال الدارمي (١/ ٢٩٥): كان أحمد بن حنبل يثبت حديث عمرو بن مرة، وأنا أذهب إلى حديث يزيد بن زياد بن أبي الجعد.
ورجح أبو حاتم رواية عمرو بن مرة عن هلال بن يساف عن عمرو بن راشد عن وابصة، حيث قال: عمرو بن مرة أحفظ -يعني من حصين- انظر: علل ابن أبي حاتم (١/ ١٠٠: ٢٧١).
وقال ابن حبان (٣/ ٣١٢): سمع هذا الخبر هلال بن يساف، عن عمرو بن راشد، عن وابصة بن معبد، وسمعه من زياد بن أبي الجعد عن وابصة، والطريقان جميعًا محفوظان. اهـ.
وقال ابن حزم (المحلى ٤/ ٥٣): ورواية هلال بن يساف حديث وابصة مرة عن زياد بن أبي الجعد، ومرة عن عمرو بن راشد قوة للخبر، وعمرو بن راشد ثقة، وثفه أحمد بن حنبل وغيره. اهـ.
وقال أحمد شاكر في تعليقه على المحلى (٤/ ٥٤): وقد ظن بعض المحدثين أن هذا اختلاف على هلال، يضعف به الخبر، وهو ظن خطأ، بل هو انتقال من ثقة إلى ثقة، فيقوى به الحديث كما قال المؤلف. اهـ.=