= وقال البزار (كما في نصب الراية ٢/ ٣٨): وأما حديث حصين، فإن حصينًا لم يكن بالحافظ، فلا يحتج بحديثه في حكم. اهـ.
قلت: وهذا عجيب جدًا، فمن قال إن حصين بن عبد الرحمن السلمي ليس بالحافظ؟ بل الأئمة يثنون عليه، حتى قال أحمد: الثقة المأمون، من كبار أصحاب الحديث. اهـ. ووثقوه باتفاق، إلَّا أنه ساء حفظه بآخره، لكن سماع شعبة، والثوري، وزائدة بن قدامة، قديم قبل ذلك.
انظر: التهذيب (٢/ ٣٨١)؛ الكو اكب المنير ات (ص ١٢٦).
وقد توبع حصين بن عبد الرحمن في رواية هذا الحديث عن هلال.
فرواه عبد الرزاق (٢/ ٥٩: ٢٤٨٢)، ومن طريقه ابن الجارود (ص ١١٧:
(٣١٩)،والطبراني (٢٢/ ١٤١: ٣٧٥).
من طريق منصور -وهو ابن المعتمر- عن هلال بن يساف، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة، فذكره.
لكن وقع في مصنف عبد الرزاق: أخبرنا الثوري، عن معمر، عن منصور، به.
وفي رواية ابن الجارود: قال عبد الرزاق: أخبرنا الثوري عن منصور، به.
وفي رواية الطبراني: قال عبد الرزاق: ثنا معمر والثوري، عن منصور، به.
والثوري قد روى هذا الحديث عن حصين كما سبق، فأخشى أن يكون ما هنا من سماع عبد الرزاق من الثوري، بمكة، ففيه اضطراب.
وعندي أن حديث حصين بن عبد الرحمن السابق، حديث صحيح، لثقة رجاله، وسلامته من الشذوذ والعلة القادحة.
لكن قد يقال: إن في إسناده زياد بن أبي الجعد، واسمه رافع الكوفي، ولم يوفقه إلَّا ابن حبان، وقال الحافظ: مقبول. اهـ.
(التهذيب ٣/ ٣٥٩، التقريب ص ٢١٨).
فالجواب من وجهين:=