كتاب الله ... وعليه فإِنَّ الاشتغال بها: متونًا وأسانيد، ورواية ودراية، مِنْ خير ما بُذِلَتْ فيه الأوقات، وأفْنِيَت فيه الساعات.
وإنَّ مِنْ فضل الله على هذه الأمة أنْ قَيَّض لها -على مر الأجيال والقرون- مَنْ يتصدرون لخدمة السنة ودراستها، وتمييز صحيحها من سقيمها، حتى تركوا لنا تراثًا ضخمًا من المصنفات في شتَّى أنواع العلوم المختلفة المتعلقة بالسُّنَّة.
ومِنْ أولئك الذين قَيضهم الله لخدمة السنة، حافظ عصره ووحيد دهره الإِمام ابن حجر العسقلاني ... ومن تلك المُصَنَّفات التي أَلَّفها:"المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية".
وهو كتاب جمِّ الفوائد، عظيم في بابه، لم يُسبَق إليه مؤلفه ... ولذا رأى قسم السنة وعلومها بكلية أصول الذين الحاجة ماسَّة لتحقيقه، والعمل فيه، وخدمته الخدمة العلمية اللَاّئِقة به.
وبعد اسْتِشارة عددِ من الشيوخ الأفاضل المتخصصين في هذا المجال مضيت قُدُمًا للمشاركة في تحقيق قسم مِنْ هذا الكتاب، وكان نصيبي منه: من: باب الإنصات للخطبة -من كتاب الجمعة- وينتهي بنهاية كتاب الزكاة.
العوامل التي دعتني إلى تحقيق هذا الكتاب، والعقبات التي واجهتني في التحقيق:
لقد دفعني إلى تحقيق ودراسة قسم من هذا الكتاب بعض العوامل وهي كالتالي:
١ - حبي لعلم الحديث وما يتصل به.
٢ - قيمة الكتاب العلمية من ناحية مادته الغزيرة، فقد جمع لنا زوائد كتب أصول، معظمها في عالم المفقود، ضاعت ضمن ما ضاع مِنْ تراث