المسلمين الأوائل .. ذلك التراث الضخْم، الذي تقع مسؤولية تحقيقه، وإخراجه إلى عالم النور على عواتق طُلَاّب العلم وأهله.
٣ - الرغبة الأكيدة في المشاركة في إحياء التراث الإسلامي، ونفض الغبار عن دُرَرِه الثمينة التي أودِعَها هذا الكتاب.
٤ - الحرص على اكتساب الخبرة في تحقيق المخطوطات، عسى أنْ يوفقني الله لخدمة هذا العلم الشريف في حياتي العلمية في المستقبل.
٥ - التدرُّب على دراسة الأسانيد، والحكم على المتون من حيث القبول والرد.
٦ - أنّ الكتاب مِنْ تأليف عالم فَذٍّ، جِهْبِذ، مُتخصِّص، مُتْقِن، قد شهد له الجميع بذلك. انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بالعِلَل، وأسماء الرجال وأحوال الرواة، وحَلّ الغوامض والمشكلات.
فأحببت تآليفه، ووجدت المُتْعَة في قراءتها .. فكيف إذا عَلِمْتُ أنَّ أحدها بحاجة إلى خدمة!
لهذه الأسباب المتقدمة وغيرها، رَأيْتُ المشاركة بتحقيق قسم من هذا الكتاب العظيم.
وقد واجهني -خلال العمل- عقبات كثيرة، اسْتَدعت مزيدًا من بذل الجهد والعناء. منها ما يتعلَّق بدراسة الأسانيد، إذْ كثيرًا ما يَمُرُّ راوٍ ليس من السهولة تمييزه، فقد يأتي باسمه، وقد يأتي بكنيته، وقد يأتي بلقبه. أو قد يَمُر بعض الرواة الذين لَمْ أجِد لهم ترجمة. ومنها ما يتعلق بوقوع بعض التحريفات في النصوص، وحيث إن أكثر أصول المسانيد مفقوده، فمن الصعب أحيانًا تحديد الوجه الصحيح، وسيدرك ذلك القارئ للكتاب، المُطَّلِعُ على التحقيق بوضوح.
ومنها ما يتعلّق بالباحث نفسه، وقِصَر باعه في مجال التحقيق والبحث.