للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالمعصومين، والآخر يفعل مع رفيقه أيضًا كذلك، ويُجَمِّل كل واحد منهم الآخر بقلمه ولسانه، ويوجه ما ظاهره القبيح من قول أو فعل بالتوجيه المرضي حتى يصرفه عما يخالفه، ويثني من تأخرت وفاته على صاحبه الثناء الجميل، ولتلبسهم بذلك كانت لهم جلالة ووجاهة، وفيهم كثرة.

فأين هؤلاء ممن إذا كتب له رفيقه تجاه خطه: صوابه كذا، وقال له في حال قراءته: سقط عليك كذا، وكتب له على بعض ما يطالعه من خطه على جاري عادة المستفيدين بعضهم من بعض؛ يُضْمِر ذلك في نفسه إلى أن ينتقم بما يكون قصاصًا عن جناية بل ويهجوه نظمًا ونثرًا). اهـ. ملخصًا (١).

٧ - (ومنها كونه لم يَتَودد في غضون هذه المدة لأحد من رؤساء الشام، بل لم يكن حينئذ يجتمع بأحد من الرؤساء مطلقًا مع احتياجهم إلى مجالسته، واغتباطهم برؤيته. بل كانت همته المطالعة، والقراءة، والسماع، والعبادة، والتصنيف، والإفادة، بحيث لم يكن يُخلي لحظة من أوقاته عن شيء من ذلك حتى في حال أكله، وتوجهه، وهو سألك كما حكى بعض رفقته الذين كانوا معه في رحلته، وإذا أراد الله أمرًا هيأ أسبابه) (٢).

وحوادث وأمثلة هذا كثيرة من حياته -رحمه الله-.

* * *


(١) الجواهر والدُّرَر (١/ ١٠٩).
(٢) المصدر السابق (١/ ١١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>