أخرجه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (١: ق: ٨٨: أ) - من طريق محمد بن أبي عمر العدني. قال الهيثمي في الزوائد (٢/ ١٧٥): وفيه عمر بن الوليد السني (*) قال النسائي: ليس بالقوي. وذكره ابن حبان في الثقات. وبقية رجاله ثقات.
وللحديث شواهد وردت بمعناه:
أولًا: حديث جابر بن عبد الله أن رجلًا دخل المسجد يوم الجمعة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب، فجعل يتخطى رقاب الناس، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اجلس فقد آذيت وآنيت".
أخرجه ابن ماجه (١/ ٣٥٤: ١١١٥) قال: حدثنا أبو كريب، حدثنا عبد الرحمن المحاربي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جابر به.
قلت: وهذا الإِسناد ضعيف فيه ثلاث علل:
الأولى: ضعف إسماعيل بن مسلم، فإِنه ضعيف الحديث -كما في التقريب (١١٠: ٤٨٤) -. ومنه تعلم أن قول البوصيري في الزوائد (١/ ٢١٠): هذا إِسناد رجاله ثقات، فيه تساهل لا يخفى.
الثانية: رواية الحسن البصري، عن جابر، فإِنه لم. يسمع منه، والحسن معروف بالتدليس ولذلك عنعنه هنا، وبذلك فالإسناد منقطع. وانظر: جامع التحصيل (١٦٢).
الثالثة: المحاربي: لا بأس به -وما في التقريب (٣٤٩: ٣٩٩٩) -، لكنه كان يدلس، وقد عده ابن حجر من أصحاب المرتبة الثالثة من الموصوفين بالتدليس، وهؤلاء لا يقبل حديثهم إلَّا إذا صرحوا بالتحديث والسماع -كما في تعريف أهل التقديس (٩٣) -.