= قلت: وفيه علة أخرى، وهي عنعنة قتادة، فإِنه ثقة لكنه يدلس كثيرًا، وروايته إنما تقبل إذا صرح فيها بالتحديث، قال الذهبي في السير (٥/ ٢٧١): وقتادة حجة بالإجماع إذا بين السماع، فإِنه يدلس معروف بذلك. اهـ. وقد عنعنه هنا.
أضف إلى ذلك أنَّه لم يسمع هذا من أبي العالية، فقد ذكر ابن رجب في شرحه لعلل الترمذي (٢/ ٨٥٠): [قول شعبة: لم يسمع -يعني قتادة منه-أي من أبي العالية- إلَّا أربعة أحاديث:
١ - حديث يونس بن متى، وهو حديث:"ما ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى". رواه البخاري (٦/ ٤٢٨ فتح)، ومسلم (٤/ ١٨٤٦).
٢ - وحديث ابن عمر في الصلاة، وهو: أن النبي نهى عن الصلاة حتى تغرب الشمس ... رواه البخاري في المواقيت (٢/ ٥٨ فتح)، ومسلم في المسافرين (١/ ٥٦٦)
٣ - وحديث "القضاة ثلاثة"، وهو من حديث بريدة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"القضاة ثلاثة: واحد في الجنة، واثنان في النار، فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به، ورجل عرف الحق فجار فهو في النار، ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار". انظر: تخريجه موسعًا في الإرواء (٨/ ٢٣٥).
٤ - وحديث ابن عباس: شهد عندي رجال مرضيون، وأرضاهم عندي عمر ... الحديث.
وتمامه: إلا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس)، أخرجه البخاري في المواقيت (٢/ ٥٨ فتح)، ومسلم (١/ ٥٦٧)، وأبو داود (٢/ ٥٦: ١٢٧٦)، والترّمذي (١/ ٢٩٦ عارضة)، وابن ماجه (١/ ٣٩٦: ١٢٥٠).
وزاد ابن رجب (٢/ ٨٥١): وقد خرجا له في الصحيحين عن أبي العالية حديثين آخرين، أحدهما: حديث دعاء الكرب، وهو: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند الكرب:"لا إله إلَّا الله العظيم الحليم، لا إله إلَّا الله رب العرش العظيم". أخرجه=