= الماشي خلفها على الماشي أمامها كفضل صلاة المكتوبة على التطوع. قلت: برأيك تقول؟ قال: بل سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- غير مرة ولا مرتين حتى بلغ سبع مرار.
وأخرجه من هذه الطريق أيضًا الديلمي في الفردوس (٣/ ١٢٢)، وعزاه السيوطي في الجامع الكبير (١/ ٥٨٧) إلى أبي الشيخ.
وأخرجه ابن عدي في الكامل (٦/ ٢٤٤٠) في ترجمة مطّرح، وعده من مناكيره، قال: حدثنا عبد الله بن ميمون بن الأصبع، حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا المحاربي، عن مطرح بن يزيد، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عن علي قال: فضل الماشي خلف الجنازة على الماشي أمامها كفضل صلاة المكتوبة على التطوع، سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- غير مرة ولا مرتين ولا ثلاثة.
وأخرجه البزار -كما في كشف الأستار (١/ ٣٩٤: ٨٣٩) - ناقصًا من حديث أبي سعيد الخدري. قال البزار: حدثنا عبد الله بن أيوب، حدثنا علي بن زيد الصدائي، عن سعدان الجهني، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري به.
ولفظه: قال: "سألت علي بن أبي طالب فقلت: يا أبا الحسن أيهما أفضل، أيمشي خلف الجنازة أو أمامها؟ فقال لي: يا أبا سعيد! ومثلك يسأل عن هذا؟ فقلت ومن يسأل عن هذا إلَّا مثلي؟ رأيت أبا بكر وعمر يمشيان أمامها. فقال: رحمهما الله وغفر لهما، والله لقد سمعا كما سمعنا، ولكنهما كانا سهلين، يحبان السهولة، يا أبا سعيد! إذا مشيت خلف أخيك المسلم فأنصت، وفكر في نفسك كأنك قد صرت مثله، أخوك كان يشاحّك على الدنيا، خرج منها حربيًا سلبيًا، ليس له إلَّا ما تزود من عمل صالح.
فإِذا بلغت القبر، فجلس الناس فلا تجلس، ولكن قم على شفير قبره، فإِذا دُلّي في قبره فقل: بِسْمِ اللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اللَّهُمَّ عبدك نزل بك، وأنت خير منزول به، خلف الدنيا خلف ظهره، فاجعل ما قدم عليه خيرًا مما خلف، فإنك قلت:(ما عند الله خير للأبرار). ثم احثُ عليه ثلاث حثيات". =