للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

= المطالب فقال (١/ ٢٢١) [قلت: لكنه نقله -يعني ابن حجر - هنا -أي في المطالب- من طريق ابن المسيب لا من وجه آخر]. اهـ.

قلت: لا وجه لتعقّب المحقق هنا للحافظ رحمه الله فالحافظ عالم فن واصطلاح وهو دقيق العبارة، فإِن ابن سعد وإن كان قد وصله من طريق ابن المسيب، وكذلك إسحاق، لكن ابن سعد ذكره من وجه (وهو عن يونس، عن الزهري ...)، وإسحاق ذكره من وجه آخر (وهو عن معمر، عن الزهري) فكأن الحافط رحمه الله يشير إلى اختلاف الوجهين عن الزهري، خاصة إذا علمنا ترجيح رواية معمر، عن الزهري على رواية يونس عنه -كما يتضح من تخريجي للحديث- ولعل في كلام الحافظ ابن حجر إشارة إلى ذلك، فعبارته رحمه الله تعالى على اختصارها وقصرها عبارة فن واصطلاح حَوَت جميع ما ذكرته والله أعلم.

وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (٣/ ٥٥٦: ٦٦٨٠) قال: عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب به.

وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (٣/ ٢٠٨) قال: أخبرنا عثمان بن عمر، أخبرنا يونس بن يزيد، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: لما توفي أبو بكر رضي الله عنه أقامت عليه عائشة النوح، فبلغ عمر، فجاء، فنهاهنّ عن النوح على أبي بكر، فأبين أن ينتهين، فقال لهشام بن الوليد: أخرج إلى ابنة أبي قحافة، فعلاها بالدرة ضربات، فتفرق النوائح حين سمعن ذلك، وقال: تُرِدن أن يعذب أبو بكر ببكائكن؟ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه.

قلت: لكن رواية معمر أصح، خاصة وأن في رواية يونس هذه شيئًا منكرًا، فلا يعقل أن تقيم عائشة النوح، وأن يضربها عمر بالدرة عدة ضربات وهي أم المؤمنين، وقد جاء في ترجمة يونس -وهو ابن بزيد الأيلي-: أنه يأتي بالأشياء المنكرة، قال الحافظ ابن حجر في مقدمة فتح الباري (٤٤٥): [قال الميموني: سئل أحمد: من أثبت في الزهري؟ قال: معمر، قيل: فيونس؟ قال: روى أحاديث منكرة. وقال الأثرم=

<<  <  ج: ص:  >  >>