للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وقال شيخنا الحافظ أبو الفَتْح ابن سيِّد الناس اليَعْمُري: بقي على ابن مندة أن يقول: ولم يعرف حالهما من جارح، فكثير من رواة الأحاديث مقبولون.
قلت: هذا لا بد منه، وأنا أستبعد كلَّ بُعْدٍ توارد الأئمة المتقدمين على تصحيح هذا الحديث، مع جهالتهم بحال حمَيْدَة وكُبْشَة، فإن الإقدام على التصحيح والحالة هذه لا يَحِلُّ بإجماع المسلمين، فلعلَّهم اطلعوا على حالهما، وخفي علينا.
ثم ذكر كلامًا يرفع به ما ذكره ابن مَنْده من جهالة حَميدة وكَبْشَة وتفرُّدهما بهذا الحديث، ثم ذكر متابعة الدارقطني، وستأتي قريبًا، وقال عنها:
. . . فهذه متابعة لكبشة، وهذا سند لا أعلم به بأسًا، فقد اتضح وجه تصحيح الأئمة لهذا الحديث، وخطأ مُعَلِّله، وبالله التوفيق، فاستفده فإنه من المُهِمَّات. اهـ. كلامه.
قال الألباني (الإرواء ١/ ١٩٣):
قلت: وهذا تحقيق دقيق من الإمام ابن دقيق العبد، ويترجَّح من كلامه إلى أنه يميل إلى ما قاله ابن منده، وهو الذي يقتضيه قواعدُ هذا العلم، ولكن هذا كله في خصوص هذا الإسناد والاّ فقد جاء الحديث من طُرُق أخرى، عن ابي قتادة، منها ما في أفراد الدارقطني، من طريق الدَراوَرْدي، عن أُسيد بن أبي أُسَيد، عن أبيه، أن أبا قتادة كان يُصْغي الإناء. . . الحديث نحوه، سكت عليه الحافظ، وأبو أُسَيد اسمه يزيد، ولم أجد له ترجمة، وبقيَّة رجاله ثقات.
وللحديث طُرُق أخرى وشاهد، أوردتها في صحيح أبي داود (٦٨، ٩٦).اهـ.
وللحديث طريق ثالث:
وهو ما رواه عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، نحوه أخرجه أحمد (٥/ ٣٠٩) من طريق مَعْمر بن سليمان، ثنا حجَّاج عن قتادة عن عبد الله بن أبي قتادة، به.
والشافعي (المسند ص٩) حيث قال: أنبأنا الثقة، عن يحي بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله، أو مثل معناه يعني حديث مالك.
وإسناد أحمد فيه عنعنة حجاج، وهو ابن أرطاة، وقتادة وكلاهما يدلس، كما أن حجاجًا كثير الخطأ.
أمَّا إسناد الشافعي، فرجاله ثقات، إلَّا أن يحيى يدلِّس، وقد عنعن. وأمَّا قول الشافعي: أنبأنا الثقة، عن يحيى فيعني به والله أعلم ابنه عبد الله بن يحيى بن أبي كثير، ذكر ذلك الحافظ في تعجيل المنفعة (ص ٥٤٨: ١٥٧٠)، كما أنه جاء موقوفًا على أبي قتادة -رضي الله عنه -.
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (١/ ٩٩) من ثلاث طرق اثنان منهما صحيحان، والثالث فيه عنعنة يحيى بن كثير وهو مدلس.

<<  <  ج: ص:  >  >>