= وقال أيضًا: ولا أعلم رَوى عن ابن المنكدر غير عبد الحميد بن الحسن ومسور بن الصلت، ولعبد الحميد عن ابن المنكدر عن جابر أحاديث بعضها مشاهير، وبعضها لا يتابع عليه.
وقال البيهقي بعد رواية عبد الحميد: ورواه أيضًا مسور بن الصلت عن محمد بن المنكدر تفردا، به.
وللحديث طريق أخرى لكنها ضعيفة جدًا.
أخرج ابن عدي (٧/ ٢٧٠٧)، من طريق يحيى بن هاشم، عن الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره بنحوه.
قال ابن عدي: وهذا حديث بهذا الإسناد عن الثوري منكر يرويه يحيى بن هاشم. اهـ.
وقد قال ابن عدي: يحيى بن هاشم يضع الحديث ويسرقه.
وكذّبه ابن معين، وقال النسائي وغيره: متروك.
إذًا، فهذه الطريق تالفة.
وعليه، فإن الحديث ضعيف من جميع طرقه، والله أعلم.
ولبعضه شواهد متفرقة، فمنها:
١ - عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- قال: "كل معروف صدقة".
أخرجه البخاري (١٠/ ٤٤٧)، من طريق أبي غسان محمد بن مطرف، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ.
٢ - عَنْ أبي حذيفة رضي الله عنه نحوه.
أخرجه مسلم (٢/ ٦٩٧: ١٠٠٥).
٣ - ولقوله: "وما أنفق الرجل على أهله وولده" شواهد كثيرة، انظرها في الترغيب والترهيب (٣/ ٦١).
ولقوله: "ما وقى به المرء عرضه كتب له صدقة" شواهد من حديث. =