= فأصبح القوم وقد فقدوا قرنين من إبلهم، فقدموا بالرجلين على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال -صلى الله عليه وسلم- لأحد الرجلين: اذهب فاطلب وحبس الآخر، فجيء بالقرنين، فقال -صلى الله عليه وسلم- لأحد الرجلين: استغفر لي، فقال: غفر الله لك، فقال: وأنت غفر الله لك، وقتلك في سبيله".
فقد أورده العقيلي ليُعلّ به حديث إبراهيم بن زكريا وإبراهيم بن خُثَيم هذا.
وله شاهد يرويه بهز بن حكيم بن معاوية عن أبيه عن جدّه يرفعه بلفظ "أخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- ناسًا من قومي في تهمة، فحبسهم، فجاء رجل من قومي النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب، فقال: يا محمَّد! على ما تحبس جيرتي؟ فصمت النبي -صلى الله عليه وسلم- عنه، فقال: إن الناس يقولون: إنك لتنهى عن الشر وتستخلي بِهِ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا يقول؟ فجعلت أعرض بينهما بكلام مخافة أن يسمعها، فيدعو على قومي دعوة لا يفلحون بعدها، قال: فلم يزل النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى فهمها، فقال: قد قالوها؟ وقال قائلها منهم: والله لو فعلت، لكان عليّ وما كان عليهم، خلّوا له عن جيرانه".
أخرجه عبد الرزاق (١٠/ ٢١٦: ١٨٨٩١) واللفظ له، وأبو داود، باب ما جاء في الحبس في الدين وغيره (٤/ ٤٦: ٣٦٣٠) بنحوه مختصرًا، والترمذي، باب ما جاء في الحبس والتهمة (٤/ ٦٧٧: ١٤٣٥) بنحوه مختصرًا، والنسائي في قطع السارق (٨/ ٦٧) بنحوه مختصرًا، والحاكم (٤/ ١٠٢)، وصحّحه ووافقه الذهبي، والبيهقي في الكبرى (٦/ ٥٣) والطبراني في الكبير (١٩/ ٤١٤: ٩٩٦) بنحوه مطولًا وفي الأوسط (١/ ١٣٤: ١٥٤) مختصرًا جميعهم من طريق معمر عن بهز بن حكيم به.
وتابع معمرا عليه إسماعيل بن إبراهيم.
أخرجه أبو داود، في الباب السابق (٤/ ٤٧: ٣٦٣١) بنحوه، وأحمد (٥/ ٢، ٤) بنحوه، والطبراني في الكبير (١٩/ ٤١٤: ٩٩٧) مختصرًا جميعهم من طرق عن إسماعيل بن إبراهيم عن بهز، به. =