للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (في أدنى الأرض)]

{غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ} [الروم:٢ - ٣] أي: في أقرب الأرض.

أي: في أرض بصرى ودمشق من أرض الشام، وكانت هذه الأراضي للروم منذ قرون قبل فارس، ثم تقاتلوا فغلبت فارس الروم، وأخذت أدنى الأرض إلى أرض العرب وإلى جزيرتهم، وأصبحت أراضي فارسية، هذا الخبر كان وحياً أخبر القرآن به النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، فسمعته قريش ثم تأكدت منه، فسرها ذلك السرور البالغ؛ لأن الفرس وثنيون وعبدة للنار، فهم على مذهبهم وطريقتهم، فسروا بنصر من يشبههم، وقالوا للمسلمين: هاهم إخواننا الذين يشبهوننا في الدين، والذين لم يؤمنوا بكتاب ولا بنبي ولا ببعث ولا بآخرة قد انتصروا، فذاك دليل على صدق دينهم وصدق طريقتهم، وإخوانكم الذين يشبهونكم وهم أهل كتاب مثلكم يؤمنون بعيسى وبالإنجيل قد غلبوا، فأحزن ذلك المسلمين، وسر قريشاً والكفار من الوثنيين عباد الأصنام.