للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا)]

قال تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} [الأحقاف:١٦] أي: أولئك الذين آمنوا بالله رباً وبمحمد نبياً ورسولاً، وبروا بأبويهم، وأحسنوا إليهما وأطاعوهما في المعروف، ودعوا الله بالعمل الصالح، وأن يعطيهم الذرية الصالحة البعيدة عن الخنا وما لا يليق، فهم مسلمون إلى لقاء الله، فهؤلاء {نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا} [الأحقاف:١٦] أي: يقبل الله أحسن أعمالهم، ويجازيهم عليها أحسن الجزاء، ويتجاوز عن سيئاتهم ويمحوها كأن لم تكن، ويتقبل الحسنات ويجعل من الحسنة الصغيرة عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف وإلى ما شاء الله من أضعاف.

قال تعالى: {وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ} [الأحقاف:١٦]، أي: يتجاوز الله عن سيئاتهم في أصحاب الجنة، أي: هم من أهلها ومن سكانها.

ثم قال تعالى: {وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} [الأحقاف:١٦] أي: وعدهم وعد الحق الذي لابد أن يكون، وعدهم بالجنة والمغفرة والرضوان، وقبول الصالحات والتجاوز عن السيئات.