قال تعالى:{لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}[الروم:٣٤].
أي: جعلوا ذلك ليكفروا، وهذه اللام عند النحاة هي: لام العاقبة، أي: لتكون عاقبتهم الشرك والكفر والجحود، أي: أنهم بعد أن أنقذوا استجيب لهم فبدلاً من أن يشكروا الله تعالى ويحمدوه على ما أعطاهم إذا هم يشركون بربهم ويكفرون بما آتاهم من إنقاذهم.
فتوعدهم الله وتهددهم بقوله:{فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}[النحل:٥٥].
أي: مهما عشتم وطالت أعماركم فمآلكم إلى الله ورجوعكم إليه، فسوف تعلمون ما سيصيبكم إذ ذاك مما أنذركم به رسلكم وأنبياؤكم وما تهددوكم به من عقاب ربكم الأليم.
فقوله تعالى:(فتمتعوا) أي: اصنعوا ما شئتم، فليس هو أمراً بأن يتمتعوا بالخير، ولكنه وعيد وتهديد بعد أن لم يستجيبوا، فمآلهم إلى الله، وسيعلمون ما هيئ وأعد لهم من نار وعذاب أليم.