للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى)]

كان هذا رسول الله ومعه الوحي يشد أزره، ومعه الله يسنده ويعززه فلم يتركه وحده، قال تعالى: {قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى} [طه:٦٨].

أي: أنت الفائز، وأنت المظفر، وأنت المنتصر.

{قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى} [طه:٦٨] أنت الذي ستعلوهم وتنتصر عليهم، وهم المهزومون على ملأ من الخلق بمحضر فرعون إلههم الكاذب.

{وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه:٦٩].

أمر الله عبده ونبيه موسى بعد أن طمأنه وأزال خوفه وتردده بأن يلقي ما بيمينه وكانت العصا التي كانت المعجزة الأولى لموسى مع فرعون.

{وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ} [طه:٦٩] وقرئ: (تلقَّف) أي: تتلقف، أي: تزدرد وتبتلع وتأكل، فعصاك تفعل ما يعجز عنه كل هؤلاء السحرة.

{إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ} [طه:٦٩] الذي فعلوه ليس إلا كيداً وشعوذة وخزعبلات وسحراً، ولا وجود لها في نفس الواقع، وإنما هي تخيلات وتوهمات، فصنعهم ليس إلا صنع ساحر.

{وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه:٦٩] لم ينجح الساحر حيث حضر متحدياً أو منفرداً، وكيف يفلح والذي يتحداه نبيان ورسولان كريمان: موسى وهارون.