للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (أن أدوا إلي عباد الله إني لكم رسول أمين)]

قال تعالى: {أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} [الدخان:١٨].

فجاء فرعون وقومه رسول كريم على الله، كريم على الملائكة، كريم على إخوانه من الأنبياء، كريم على المؤمنين، وهذه الإشارات لموسى كليم الله عليه الصلاة والسلام.

فأرسل إليهم موسى يدعوهم إلى الله وإلى عبادته وإلى توحيده، وإلى الإيمان به وبأخيه هارون ليدلاهما على الله وعلى الطريق إلى الله، فقال موسى: {أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} [الدخان:١٨] أي: سلموا لي وأعطوني ومكنوني من عباد الله بني إسرائيل الذين استعبدتم، فقتلتم الرجال واستحييتم النساء، واستعبدتموهم فيما لا يطاق، فما يفعله الواحد أو الواحدة لا تطيقه العصبة أولو القوة.

فجاء يدعوهم إلى (لا إله إلا الله) وإلى استخلاف قومه من بني إسرائيل وتحريرهم من الرق والعبودية والانتقال معه إلى خارج مصر، فجاء رسولاً لأداء وتكريم هؤلاء العباد المؤمنين من قبل.

قال تعالى: (أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) جئتكم رسولاً من الله مبلغاً رسالته أميناً على هذه الرسالة، لا أغير فيها ولا أبدل، ولا يليق بي ذلك، والنبي معصوم عن الكبائر والصغائر، فهو كالملك يفعل ما يؤمر ولا يعصي الله فيما أمره، فالرسل معصومون عن الخطايا كبارها وصغارها.

فـ فرعون لطغيانه وظلمه وادعائه لألوهية كاذبة، جاءه موسى يدعوه إلى الله هو وقومه ويطلب منهم أن يمكنوه ويسلموه قومه بني إسرائيل الذين آمنوا بموسى ووحدوا الله، فقال لهم موسى: (إِنِّي لَكُمْ) أي: لكم يا فرعون ويا قوم فرعون، ويا بني إسرائيل من المستعبدين (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) رسول من الله جئت بالصدق والأمانة، فلم أبدل ولم أغير.