للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون)]

قال تعالى: {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ} [الدخان:٢٠].

لقد هددوه وأنذروه بالرجم، وكذبه فرعون، وحضه على ذلك قومه ومنافقوه، فتوعدوه بأنه سيرجم حتى الموت.

فقال لهم: دعوني أدعوكم وأبلغكم رسالة ربي، (وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي) أي: تعوذت به، فجعلته معاذاً ومرجعاً وموئلاً من بطشكم ومن ظلمكم، فهو ربي وربكم، فـ فرعون ليس رباً حتى لنفسه، وإنما هو عبد ذليل كافر جاحد مربوب، ولكنه استخف عقولكم واستخف أنفسكم فتلاعب بكم، فآمنتم به وجركم إلى البلاء وإلى العذاب وإلى الغرق وإلى العذاب المهين.

فقوله تعالى: (وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُون) أي: إنني جئتكم وأنا عائذ بالله مستغيث به لاجئ إليه، هو مرجعي ومآلي ومعاذي من أن ينالني منكم سوء، وعياذي بربي - الذي هو الله، والذي هو ربكم كذلك - أن ترجمون، ولن تستطيعوا ذلك، فلقد عذت بالله واستعذت بالله واستغثت بالله، وكان الأمر كذلك، حيث كانوا أحقر من أن ينالوه، فهو رسول مؤيد.