للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تعريف السكينة]

والسكينة عند المفسّرين هي: الطمأنينة تنزل على القلب، والوقار يلزم الجوارح، وهي عند أهل الآداب والرقائق تشتمل على ثلاثة أشياء: النور، والقوة، والروح.

ولا تكاد تنزل السكينة على قلب إلا ونزل معها الاطمئنان واليقين والرضا بما قسم الله، وعدم المعارضة في شيء ظهر من أمر الله، فيكون المؤمن ضاحك السن، قرير العين، راضياً بقسمة الله، لا يحزن ولا يتألم، ويعد نفسه موضع جلال الله وجماله، وموضع سكينته التي أكرم بها المؤمنين، فلا تنزل السكينة إلا على قلب نبي أو ولي؛ فبعد أن قلق الأصحاب وانزعجوا ولم يفهموا مغزى هذه المعاهدة نزل قوله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح:١] فتح على قلب نبيه ونصره وأعزه وهداه وولاه الصراط المستقيم، وكذلك أنزل السكينة على قلوب المؤمنين؛ ليزول اضطرابهم وقلقهم.