قال تعالى:{وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ}[الكهف:١٩].
وذلك أنهم دخلوا في الصباح فناموا، واستيقظوا عند غروب الشمس أو قبله بقليل، فظنوا أنهم ناموا من الصباح إلى المساء، ولذلك قال تعالى:{وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ}[الكهف:١٩].
فليس هو بعث القيامة والحساب والعقاب والجنة والنار، ولكنه بعث حياة التساؤل، قال تعالى:{وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ}[الكهف:١٩] أي: ليسأل بعضهم بعضا {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ}[الكهف:١٩] كم أقمتم في هذا النوم {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ}[الكهف:١٩].
فقالوا: بعض يوم لأنهم، دخلوا في الصباح، وإذا بهم صاحون قبل غروب الشمس، فظنوا أن النوم كان ما بين الإشراق والغروب.
ولكنهم رأوا أظفارهم، ورأوا شعورهم قد طالت، فقالوا:{رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ}[الكهف:١٩]، أي: فحالتنا لا تدل على نومنا يوماً أو بعض يوم، فالسنة يستبعدونها، والشهر يستبعدونه، فخرجوا بعدم العلم والمعرفة، فقالوا:{رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ}[الكهف:١٩]، أي: فالله وحده أعلم كم أقمتم ولبثتم.