للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (حم)]

قال تعالى: {حم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [الجاثية:١ - ٢].

قوله تعالى: {حم} [الجاثية:١] مضى في السور قبلها أن هذه من الحروف المقطعة، وأنها من حروف الهجاء الأبجدية، وأن القرآن ألف وركب منها، فالكلام الذي تكلم به مشتمل على حروف الهجاء الأبجدية العربية، والقرآن على إعجازه لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله -بل ولا الخلق كلهم، ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً- لم ينظّم ولم يركب إلا من هذه الحروف، وهي حروف اللغة العربية التي يعلمها كل من يعلم لغة العرب، ومع ذلك تحداهم الله منذ (١٤٠٠) عام في أن يأتوا بمثل هذا القرآن في سورة، ولم يفعلوا ولن يفعلوا، وقد مضى على هذا التحدّي ١٤٠٠، عام وسيبقى التحدي قائماً، وسيبقى الإعجاز موجوداً، وذلك من معجزات القرآن، ومن أعظم الأدلة القاطعة على أنه كلام الله، فلن يستطيع مخلوق -سواء أكان ملكاً أم جنياً أم إنسياً- أن يأتي بمثله أو ببعضه في حال من الأحوال قط.