للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (هذا وإن للطاغين لشر مآب)]

قال تعالى: {هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ} [ص:٥٥].

ربنا جل جلاله يذكرنا مبشراً ومنذراً، يبشر المؤمنين بما سبق ذكره من الجنان والحور العين، وينذر الكافرين، ليغريهم بالإيمان، وبالتوبة وبالعودة إلى الله، وينذر المؤمنين إذا هم بدلوا أو غيروا، فإن الله يبدل عليهم خيره ورزقه، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد:١١].

فقال ربنا: {هَذَا} [ص:٥٥] أي: هذا الذي ذكر للمؤمنين، وما سيذكر للكافرين والطاغين: جمع طاغية، وهو المتجبر العاصي الكافر، وقد يكون فقيراً، أو حقيراً، أو صعلوكاً، فكل من لم يؤمن بربه فيكون قد طغى وبغى وتمرد على الله، فأصبح طاغية في كفره وردته وظلمه لنفسه.

فالمؤمنون المتقون لهم حسن مآب، وهو الجنة، والكفرة الطغاة لهم شر مآب، وهو النار والعقاب فيها.

قال تعالى: {هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ} [ص:٥٥ - ٥٦].

شر المآب: هو المآب والمرجع الشر، والعودة التي لهم فيها لعنة الله وطردهم من الرحمة، وشر مآب: جنهم، فجهنم بدل من (شر مآب).

وقوله: {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا} [ص:٥٦] أي: يدخلون إليها، ويحترقون فيها.

{فَبِئْسَ الْمِهَادُ} [ص:٥٦].

أي: فما أبأس وأقبح وأذل هذا الميراث والفراش والمنزل والمقام!