للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)]

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأحقاف:١٣] فقوله: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ} [الأحقاف:١٣] أي: الذين قالوا: ربنا الله لا سواه، وهو واحد لا ثاني له، {ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [الأحقاف:١٣]، أي: أقاموا على الطريقة المثلى، واستقاموا على الحق المبين الواضح من طاعة ربهم وطاعة نبيهم وعمل الصالحات، وترك الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

قال تعالى: {فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأحقاف:١٣] فهؤلاء إن جاءوا يوم القيامة قد آمنوا بالله وعملوا الصالحات واستقاموا في أعمالهم وفي سلوكهم، {فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأحقاف:١٣] أي: فلا يخافون يوم يخاف الناس، لا يخافون من النار ولا من غضب الله ولا من عقابه، ولا حزن عليهم بل لهم المسرة ولهم الفرحة، ولا خوف عليهم بل يجدون ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، يجدون من أنواع الأفراح والمسرات والحبور ما يزدادون به حبوراً وانشراحاً.