للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم)]

قال تعالى: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} [يس:٨١].

بلى يا ربنا، فأنت القادر الذي خلق السموات، ونحن نراها مرفوعة، وخلق الأرض وما عليها من جبال وبحار وبشر.

فهذا الذي خلق ذلك أليس بقادر على أن يخلق مثل هؤلاء المضلين؟! أليس خلْق السموات والأرض أعظم من خلق الناس؟! فأين نحن من عظمة السموات والأرضين وما فيهما وما عليهما؟! فالناس لا يخلقون ذبابة ولو اجتمعوا على خلقها، وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه، ضعف الطالب والمطلوب.

يقول تعالى: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ} [يس:٨١].

أي: أليس من خلق هذه السموات والأرضين قادراً على أن يخلق مثل هؤلاء البشر؟! بلى يا ربنا، فأنت القادر على كل شيء، ونؤمن بذلك بكل حواسنا وخلايا أجسامنا.

فالله تعالى يعلمنا الجواب لهؤلاء الكافرين، فهو الذي خلق السموات العلى، وهو الذي خلق الأرض، وهو الذي خلق ما بينهما، ولم يخلق ذلك معه شريك ولا معين ولا وزير، فجل جلاله وعز مقامه.

قال تعالى: {بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} [يس:٨١].

الخلاق: صيغة مبالغة، فهو الخالق لكل شيء، وهو العليم بكل شيء، لأنه خالقه ومدبره.