للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والله لولا قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمع منك عضو إلى عضو أبداً.

وقال أبو بكر بن أبي شيبة: أعطت عائشة رضي الله عنها الذي بشرها بسلامة ابن الزبير لما لاقى الأشتر عشرة آلاف درهم.

وقيل أيضاً إن الأشتر دخل على عائشة رضي الله عنها بعد وقعة الجمل، فقالت له: يا أشتر أنت الذي أردت قتل ابن أختي يوم الوقعة، فأنشدها:

أعائش، لولا أنني كنت طاويا ... ثلاثا لألفيت ابن أختك هالكا

غداة ينادي والرماح تنوشه ... بآخر صوتٍ اقتلوني ومالكا

فنجاه مني أكله وشبابه ... وخلوة جوف لم يكن متماسكا وقال زجر بن قيس: دخلت مع عبد الله بن الزبير الحمام، فإذا في رأسه ضربة لو صب فيها قارورة دهن لاستقر، فقال لي: أتدري من ضربني هذه الضربة قلت: لا، قال: ابن عمك الأشتر النخعي.

رجعنا إلى ما كنا عليه:

قال ابن شداد (١) : ثم إن الفرنج جاءهم الأمداد من داخل البحر واستظهروا على الحماعة الإسلامية بعكا، وكان فيهم الأمير سيف الدين علي بن أحمد المعروف بالمشطوب الهكاري، والأمير بهاء الدين قراقوش الخادم الصلاحي، وضايقوهم أشد مضايقة إلى أن غلبوا عن حفظ البلد. فلما كان يوم الجمعة سابع عشر جمادى الآخرة من سنة سبع وثمانين وخمسمائة خرج من عكا رجل عوام، ومعه كتب من المسلمين يذكرون حالهم وما هم فيه، وأنهم قد تيقنوا الهلاك، ومتى أخذوا البلد عنوةً ضربت رقابهم، وأنهم صالحوا على أن يسلموا البلد وجميع ما فيه من الآلات والعدة والأسلحة والمراكب ومائتي ألف دينار، وخمسمائة أسير مجاهيل ومائة أسير معينين من جهتهم


(١) السيرة: ١٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>