الروم وتسلموا برج ابن عطير، فهرب أصحاب ابن شبل، واستولى الروم على البلد، وقتلوا المسلمين وخربوا المساجد.
وفاة القادر بالله
خلافة القائم بأمر الله
[وهو سادس عشرينهم]
في هذه السنة، في ذي الحجة، توفي القادر بالله أبو العباس أحمد بن الأمير إِسحاق بن المقتدر، وعمره ست وثمانون سنة وعشرة أشهر، وخلافته إِحدى وأربعون سنة وشهر، ولما مات القادر بالله، جلس في الخلافة ابنه القائم بأمر الله أبو جعفر عبد الله بن القادر، وكان أبوه قد عهد إِليه وبايع له بالخلافة، فجددت البيعة وأرسل القائم أبا الحسن الماوردي إلى الملك أبي كاليجار، فأخذ البيعة عليه للقائم، وخطب له في بلاده.
ملك الروم قلعة فامية في هذه السنة، سارت الروم ومعهم حسان بن مفرج الطائي، وهو مسلم، وكان قد هرب إليهم حين انهزم على الأدرن من عسكر الظاهر العلوي، فسار مع الروم إلى الشام، وعلى رأس حسان المذكور علم فيه صليب، ووصلوا إلى فامية، فكبسوها وغنموا ما فيها، وملكوا قلعتها، وأسروا وسبوا.
ثم دخلت سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة: فيها شغبت الجند ببغداد على جلال الدولة، ونهبوا داره وأخرجوه من بغداد، وكتبوا إلى الملك أبي كاليجار يستدعونه إلى بغداد، فتأخر، وكان قد خرج جلال الدولة إلى عكبرا، ثم وقع الاتفاق وعاد جلال الدولة إلى بغداد. وفي هذه السنة توفي قدر خان يوسف بن بغراخان هروبن بن سليمان، وصح بلاد التيرة من الكفر، وكان قد ملك بلاد ما وراء النهر في سنة تسع وأربعمائة، ولما مات قدر خان ملك بعده ابنه عمر بن قدر خان.
ثم دخلت سنة أربع وعشرين وأربعمائة. فيها قبض مسعود بن محمود على شهر يوش صاحب ساوه، وقم، وتلك النواحي، وكان قد كثر أفاه على حجاج خراسان، وغيرهم، فأرسل مسعود عسكراً إليه فقبضوا عليه، وأمر به فصلب على سور ساوة.
وفيها توفي أحمد بن الحسين الميمندي وزير السلطان محمود، وأبيه مسعود، أقول: ينبغي تحقيق ذلك. فإنه ورد أن محموداً قتل وزيره المذعور، فيتأمل ذلك. وفيها توفي القاضي ابن السماك، وعمره خمس وتسعون سنة.
ثم دخلت سنة خمس وعشرين أربعمائة فيها فتح الملك مسعود بن محمود بن سبكتكين قلعة سرستي وما جاورها من بلاد الهند، وكانت حصينة، وقصدها أبوه مراراً فلم يقدر على فتحها، فطم مسعود خندقها بالشجر والقصب السكر، وفتحها الله عليه، فقتل أهلها وسبى ذراريهم. وفيها توفي بدران بن المقلد صاحب نصيبين، فقصد ولده قريش، عمه قرواشاً فأقر عليه حاله وماله