ذكر وفاة رضوان في هذه السنة توفي الملك رضوان بن تنش بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق صاحب حلب، وقام بملك حلب بعده ابنه ألب أرسلان الأخرس ابن رضوان، وكانت سيرة رضوان غير محمودة، وقتل رضوان قبل موته أخويه أبا طالب وبهرام، وكان يستعين بالباطنية في كثير من أموره لقلة دينه، وكانت ولاية رضوان في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة في سنة قتل أبوه تنش، ولما ملك الأخرس بن رضوان استولى على الأمور لؤلؤ الخادم، وكان الحكم والأمر إليه، ولم يكن ألب أرسلان المذكور أخرس حقيقة، وإنما كان في لسانه حبسة وتمتمة، وكانت أم الأخرس بنت باغي سيان صاحب أنطاكية، وكان عمره حين ولي ست عشرة سنة، ولما مات رضوان ملك ألب أرسلان، قتلت الباطنية الذين كانوا بحلب، وكانوا جماعته ولهم صورة ونهبت أموالهم.
[ذكر غير ذلك]
في هذه السنة توفي إسماعيل بن أحمد الحسين البيهقي الإمام ابن الإمام وتوفي ببيهق، ومولده سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، وفيها توفي محمد بن أحمد بن محمد الأبيوردي الأديب الشاعر وله شعر حسن فمنه:
تنكر لي دهري ولم يدر أنني ... أعز وأهوال الزمان تهون
وظل يريني الخطب كيف اعتداؤه وبت أريه الصبر كيف يكون وكانت وفاته بأصفهان وهو من بني أمية.
وفيها توفي محمد بن أحمد بن أبي الحسن بن عمر، وكنيته أبو بكر الشاشي الفقيه الشافعي، ومولده سنة سبع وعشرين وأربعمائة، وتفقه على أبي إسحق الشيرازي ببغداد، وعلى أبي نصر بن الصباغ، وصنف المستظهر بالله كتابه المعروف بالمستظهري.
ثم دخلت سنة ثمان وخمسمائة فيها أرسل السلطان محمد بن ملكشاه أقسنقر البرسقي والياً على الموصل لما بلغه قتل مودود بن الطنطاش صاحب الموصل، وأمر السلطان الأمراء وأصحاب الأطراف بالسير بصحبة البرسقي لقتال الفرنج، وجرى بين البرسقي وأيلغازي بن أرتق صاحب ماردين قتال انتصر فيه
أيلغازي وهرب البرسقي، ثم خاف أيلغازي من السلطان فسار إلى طغتكين صاحب دمشق، فاتفق معه وكاتباً الفرنج واعتضدا بهم، ثم عاد أيلغازي من دمشق إلى جهة بلاده، فلما قرب من حمص وكان في جماعة قليلة، خرج قيرخان بن قراجا صاحب حمص، وأمسك أيلغازي وبقي في أسره مدة، ثم تحالفا وأطلقه.