إبطال عمر سب علي إبطال عمر بن عبد العزيز سب علي بن أبي طالب على المنابر كان خلفاء بني أمية يسبون علياً رضي الله عنه، من سنة إِحدى وأربعين، وهي السنة التي خلع الحسن فيها نفسه من الخلافة، إلى أول سنة تسع وتسعين، آخر أيام سليمان بن عبد الملك، فلما ولي عمر، أبطل ذلك، وكتب إِلى نوابه: بإبطاله، ولما خطب يوم الجمعة، أبدل السب في آخر الخطبة بقراءة قوله تعالى " إِن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي لعلكم تذكرون "" النمل: ٩٠ " فلم يسب علي بعد ذلك. واستمرت الخطباء على قراءة هذه الآية، ومدحه كثير بن عبد الرحمن الخزاعي فقال:
وليت فلم تشتم علياً ولم تخفْ ... برياً ولم تتبع سجية مجرمِ
وقلتَ فصدقتَ الذي قلتَ بالذي ... فعلتَ فأضحى راضياً كل مسلم
ثم دخلت سنة مائة وسنة إِحدى ومائة وفاة عمر بن عبد العزيز
[رضي الله عنه]
وفي هذه السنة، أعني سنة إِحدى ومائة، توفي عمر بن عبد العزيز، لخمس بقين من رجب، يوم الجمعة، بخناصرة، ودفن بدير سمعان، وقيل: توفي بدير سمعان ودفن به، قال القاضي جمال الدين بن واصل، مؤلف التاريخ المنقول هذا الكلام منه: والظاهر عندي أن دير سمعان، هو المعروف الآن بدير النقيرة، من عمل معرة النعمان، وأن قبره هو هذا المشهور، وكان موته بالسم، عند أكثر أهل النقل، فإِن بني أمية علموا أنه إِن امتدت أيامه، أخرج الأمر من أيديهم، وأنه لا يعهده بعده إِلا لمن يصلح للأمر. فعالجوه وما أمهلوه، وكان مولده بمصر على ما قيل، سنة إِحدى وستين، وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر، وكان عمره أربعين سنة وأشهراً، وكان في وجهه شجة من رمح دابة، وهو غلام، ولهذا كان يدعى بالأشج، وكان متحرياً سيرة الخلفاء الراشدين.
[أخبار يزيد بن عبد الملك]
بن مروان بن الحكم بن أبي العاص
ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وهو تاسعهم، وأمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، بويع بالخلافة لما مات عمر بن عبد العزيز، في رجب سنة إِحدى ومائة، بعهد من سليمان بن عبد الملك إِليه بعد عمر.
وفي أيام يزيد بن عبد الملك خرج يزيد بن المهلب بن أبي صفرة، واجتمع إِليه جمع، وأرسل يزيد بن عبد الملك أخاه مسلمة فقاتله، وقتل يزيد بن المهلب، وجميع آل المهلب بن أبي صفرة، وكانوا مشهورين بالكرم والشجاعة، وفيهم يقول الشاعر:
نزلت على آل المهلب شاتياً ... غريباً عن الأوطان في زمن المحل