خطبة العلويين وخطب لنفسه خاصة، وقطع من الأذان " حي على خير العمل "، فنفرت منه قلوب شيعة العلويين، وثار به جماعة من المماليك، وهو يلعب الكرة فقتلوه، ونهبت داره.
وخرج الحافظ من الاعتقال ونقل ما بقي في دار أبي علي إلى القصر، وبويع الحافظ في يوم قتل أبي علي بالخلافة، واستوزر أبا الفتح يانس الحافظي، وبقي يانس مدة قليلة ومات، فاستوزر الحافظ ابنه الحسن بن الحافظ، وخطب له بولاية العهد، ثم قتل الحسن المذكور سنة تسع وعشرين وخمسمائة على ما سنذكره إن شاء الله تعالى.
وفي هذه السنة تحرك السلطان مسعود بن محمد في طلب السلطنة وأخذها من ابن أخيه داود ابن محمود، وكذلك تحرك سلجوق بن محمد صاحب فارس، أخو مسعود، وأتابكه قراجا الساقي، في طلب السلطنة، وقدم سلجوق إلى بغداد، واتفق الخليفة المسترشد معه، واستنجد مسعود بعماد الدين زنكي، فسار إلى بغداد لقتال الخليفة وسلجوق، فقاتله قراجا أتابك سلجوق وانهزم زنكي إلى تكريت، وعبر منها، وكان الدزدار بها إذ ذاك نجم الدين أيوب فأقام له المعابر فعبر عماد الدين وسار إلى بلاده، وكان هذا الفعل من نجم الدين أيوب سبباً للاتصال بعماد الدين زنكي، حتى ملك أيوب البلاد.
ثم اتفق الحال بين مسعود وأخيه سلجوق والخليفة المسترشد على أن تكون السلطنة لمسعود، ويكون أخوه سلجوق شاه ولي عهده، وعادوا إلى بغداد، ونزل مسعود بدار السلطنة وسلجوق بدار الشحنكية، وكان اجتماعهم في جمادى الأولى من هذه السنة، ثم إن السلطان سنجر سار من خراسان ومعه طغريل ابن أخيه السلطان محمد، لأخذ السلطنة من مسعود، وجرى المصاف بينه وبين مسعود وسلجوق، فانهزم مسعود ثم إن السلطان سنجر بذل الأمان لمسعود، فحضر عنده، وكان قد بلغ خونج فلما رآه سنجر قبله وأكرمه وعاتبه وأعاده إلى كنجه، وأجلس الملك طغريل في السلطنة، وخطب له في جميع البلاد، ثم عاد إلى خراسان، فوصل إلى نيسابور في رمضان من هذه السنة.
ذكر الحرب بين المسترشد الخليفة
[وبين عماد الدين زنكي:]
في هذه السنة سار عماد الدين زنكي ومعه دبيس بن صدقة وعدى الخليفة إلى الجانب الغربي، وسار ونزل بالعباسية ونزل عماد الدين بالمنارية من دجيل. والتقيا بحصن البرامكة في سابع وعشرين رجب، فحمل عماد الدين على ميمنة الخليفة فهزمها، وحمل الخليفة بنفسه وبقية العسكر، فانهزم دبيس ثم انهزم عماد الدين، وقتل بينهم خلق كثير.
ذكر وفاة توري صاحب دمشق
في هذه السنة توفي تاج الملوك بن طغتكين صاحب دمشق، بسبب الجرح الذي كان به من الباطنية، على ما تقدم ذكره، فتوفي في حادي وعشرين رجب وكانت إمارته أربع