في هذه السنة، دخل عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان ابن الحكم، إِلى الأندلس، وسبب ذلك أنّ بني أمية، لما قتلوا، استخفى من سلم منهم، فهرب عبد الرحمن المذكور، واستولى على الأندلس في هذه السنة. وفيها ظفر المنصور بعمه عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس، وأعدمه وكان عبد الله مستخفياً عند أخيه سليمان بن علي من حين هرب من أبي مسلم على ما ذكرناه.
ثم دخلت سنة أربعين ومائة في هذه السنة، أرسل المنصور عبد الوهاب ابن أخيه، إبراهيم الإمام، والحسن بن قحطبة، في سبعين ألف مقاتل، ليعمروا ملطية فعمروها في ستة أشهر، وسار إِليهم ملك الروم في مائة ألف مقاتل، حتى نزل على نهر جيحان، فبلغه كثرة المسلمين، فرجع عنهم.