والغزالي نسبة إلى الغرال، والعجم تقول في القصّار قصاري، وفي الغزال غزالي وفي العطار عطاري.
ثم دخلت سنة ست وخمسمائة فيها توفي بسيل الأرميني صاحب بلاد الأرمني، فقصدها صاحب أنطاكية الفرنجي ليملك بلاد الأرمن المعروفة الآن ببلاد سيس، فمات في الطريق وملكها سيرجال.
وفيها توفي قراجا صاحب حمص، وقام بعده ولده قيرخان.
وفيها توفي سكمان أو سقمان القطبي، صاحب خلاط، وكان قد ملك خلاط في سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة حسبما تقدم ذكره هناك، ولما توفي سكمان ملك خلاط بعده ولده ظهير الدين إبراهيم بن سكمان وسلك سيرة أبيه، وبقي في ملك خلاط حتى توفي في سنة إحدى وعشرين وخمسمائة، فتولى مكانه أخوه أحمد بن سكمان، وبقي أحمد في الولاية عشرة أشهر وتوفي، فحكمت والدتهما وهي إينانج خاتون، وهي ابنه أركمان على وزن أفخران، وبقيت مستبدة بمملكة خلاط، ومعها ولد ولدها سكمان بن إبراهيم بن سكمان، وكان عمره ست سنين، فقصدت جدته إينانج المذكورة إعدامه، لتنفرد بالمملكة، فلما رأى كبراء الدولة سوء نيتها لولد ولدها المذكور، اتفق جماعة وخنقوا إينانج المذكورة في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، واستقر ابن ابنها شاهرمن سكمان بن إبراهيم المذكور بن سكمان في الملك حتى توفي في سنة تسع وسبعين وخمسمائة حسبما نذكره إن شاء الله تعالى.
أثم دخلت سنة سبع وخمسمائة.
ذكر الحرب مع الفرنج
[وقتل مودود بن الطونطاش صاحب الموصل:]
في هذه السنة اجتمع المسلمون وفيهم مودود صاحب الموصل، وتميرك صاحب سنجار، والأمير أياز بن أيلغازي وطغتكين صاحب دمشق، وكان مودود قد سار من الموصل إلى دمشق، فخرج طغتكين والتقاه بسلمية، وسار معه إلى دمشق واجتمعت الفرنج وفيهم بغدوين صاحب القدس، وجوسلين صاحب الحلس واقتتلوا بالقرب من طبرية، ثالث عشر المحرم، وهزم الله الفرنج وكثر القتل فيهم، ورجع المسلمون منصورين إلى دمشق ودخلوها في ربيع الأول، ودخل الجامع مودود وطغتكين وأصحابهما وصلوا الجمعة، وخرج طغتكين ومودود يتمشيان في بعض صحن الجامع، فوثب باطني على مودود وضربه بسكين، وقتل الباطني وأخذ رأسه، وحمل مودود إلى دار طغتكين وكان صائماً واجتهدوا به أن يفطر فلم يفعل، ومات من يومه رحمه الله تعالى، وكان خيرّاً عادلاً، قيل إن الباطنية الذين بالشام خافوه فقتلوه، وقيل: إن طغتكين خافه فوضع عليه من قتله ودفن مودود بدمشق في تربة دقاق بن تنش، ثم نقل إلى بغداد فدفن في جوار أبي حنيفة ثم نقل إلى أصفهان.