كان قد سار رجل من الإسماعلية يسمى بهرام، بعد قتل خاله إبراهيم الأسترابادي ببغداد، إلى الشام، ودخل دمشق، ودعى الناس إلى مذهبه. وأعانه وزير توري صاحب دمشق، وهو طاهر ابن معد المزدغاني وسلم إلى بهرام قلعة بانياس، فعظم أمر بهرام بالشام، وملك عدة حصون بالجبال، وجرى بين بهرام وبين أهل وادي النيم مقاتلة فقتل فيها بهرام، وقام مقامه بقلعة بانياس رجل منهم يسمى إسماعيل.
وأقام الوزير المزدغاني عوض بهرام بدمشق رجلاً منهم تسمى أبا الوفا، وعظم أمر أبي الوفا حتى صار الحكم له بدمشق، فكاتب أبو الوفا الفرنج، على أن يسلم إليهم دمشق، ويسلموا إليه عوضها مدينة صور، واتفقوا على ذلك. وأن يكون قدوم الفرنج إلى دمشق يوم الجمعة، ليجعل أبو الوفا أصحابه