للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعده ابنه حسان بن تبع، وتتبع قتلة أبيه فقتلهم عن آخرهم، ثم قتله أخوه عمرو بن تبع، وملك بعده وتواترت الأسقام بعمرو المذكور، حتى كان لا يمضي إلى الخلاء إلا محمولاً على نعش، فسمي ذا الأعواد لذلك.

ثم ملك بعده عبد كلال بن ذي الأعواد، ثم ملك بعده تبع بن حسان بن كليكرب، وهو تبع الأصغر.

ثم ملك بعده ابن أخيه الحارث بن عمرو، وتهود الحارث المذكور، ثم ملك بعده مرثد بن كلال، ثم تفرق بعده ملك حمير والذي اشتهر بعده أنه ملك وكيعة بن مرتد، ثم ملك أبرهة بن الصباح، ثم ملك صهبان بن محرث، ثم ملك عمرو بن تبع، ثم ملك بعده ذو شناتر ثم ملك بعده ذو نواس، وكان من لا يتهود ألقاه في أخدود مضطرم ناراً، فقيل له صاحب الأخدود.

ثم ملك بعده ذوجدن وهو آخر ملوك حمير، وكان مدة ملكهم على ما قيل ألفين وعشرين سنة، وإنما لم نذكر مدة ما ملكه كل واحد منهم لعدم صحته، ولذلك قال صاحب تواريخ الأمم: ليس في جميع التواريخ، أسقم من تاريخ ملوك حمير، لم يذكر فيه من كثرة عدد سنيهم، مع قلة عدد ملوكهم. فإنهم يزعمون أن ملوكهم ستة وعشرون ملكاً، ملكوا في مدة ألفين وعشرين سنة.

ثم ملك اليمن بعدهم من الحبشة أربع، ومن الفرس ثمانية، ثم صارت اليمن للإسلام من كتاب ابن سعيد المغربي، إن الحبشة استولوا على اليمن بعد ذي جدن الحميري المذكور، وكان أول من ملك اليمن من الحبشة أرباط. ثم ملك بعده أبرهة الأشرم صاحب الفيل، الذي قصد مكة. ثم ملك بعده يكسوم. ثم ملك بعده مسروق بن أبرهة، وهو آخر من ملك اليمن من الحبشة.

ثم عاد ملك اليمن إلى حمير وملكها سيف بن ذي يزن الحميري وهو الذي ملكه كسرى أنوشروان، وأرسل مع سيف المذكور أحد مقدمي الفرس، واسمه وهرز بجيش من العجم، فساروا إلى اليمن وطردوا الحبشة عنها، وقرروا سيف بن ذي يزن في ملك اليمن، ولما استقر سيف في ملك أجداده باليمن وطرد الحبشة عنها، وجلس في غمدان يشرب، وهو قصر كان لأجداده باليمن، فامتدحته العرب بالأشعار، منها ما قاله فيه أمية بن أبي الصلت، ووصف تغرّب سيف بن ذي يزن وقصده قيصرا أولاً ثم كسرى في إعادة ملك آبائه إليه، حتى قدم بالفرس الذي مقدمهم وهرز، فقال في ذلك:

لا يقصد الناس إلا كابن ذي يزن ... إذخيم البحر للأعداء أحوالا

وافى هرقل وقد شالت نعامته ... فلم يجد عنده النصر الذي سالا

ثم انتحى نحو كسرى بعد عاشرة ... من السنين يهين النفس والمالا

حتى أتى ببني الأحرار يقدمهم ... تخالهم فوق متن الأرض أجبالا

لله درهم من فتية صبر ... ما إن رأيت لهم في الناس أمثالا

بيض مرازبة غلب أساورة ... أسد ترتب في الغيضات أشبالا

<<  <  ج: ص:  >  >>