للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(١٠) خطبة له صلى الله عليه وسلم فى التنفير من الغفلة

روى علىّ كرم الله وجهه أن النبى صلى الله عليه وسلم حمد الله واثنى عليه وقال:

(أما بعد) أيها الناس: كأن الموت فيها على غيرنا قد كتب، وكأن الحق فيها على غيرنا قد وجب، وكأن الذى نشيع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون، نبؤئهم أجداثهم، ونأكل من تراثهم كأنا مخلدون بعدهم، قد نسينا كل واعظة، وأمنا كل جائحة، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، طوبى لمن طاب كسبه، وصلحت سريرته، وحسنت علانيته، واستقامت طويته، طوبى لمن تواضع لله فى غير منقصة، وأنفق مالا جمعه فى غير معصية نوجالس اهل الفقه والحكمة، وخالط أهل الذل والمسكنة، طوبى لمن أنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، ووسعته السنة ولم تستهوه البدعة.

ذكره العاملى وأبو نعيم (١). [٢١٨].

(١١) خطبة له صلى الله عليه وسلم بمنى

وخطب صلى الله عليه وسلبم بالخيف من منى فقال:

نصر الله عبداً سمع مقالتى فوعاها ثم أدّاها إلى من لم يسمعها، فرب حامل


(١) ص ٣٤٤ ج ٢ كشكول (وأجداث) جمع جدث وهو القبر، أى ننزلهم مقابرهم و (الجائحة) الافة المهلكة، يقال: جاحت الآفة المال تجوحه، من باب قال إذا أهلكته ..